زلزال ميانمار وتايلاند.. ما سببه الحقيقي وما مدى قوته؟

زلزال عنيف يضرب ميانمار ويمتد إلى تايلاند: دمار واسع وضحايا بالمئات

في صباح يوم 28 مارس، شهدت ميانمار واحدة من أقوى الزلازل التي ضربت المنطقة منذ عقود، حيث بلغت شدته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه بالقرب من مدينة ماندالاي بعمق 10 كيلومترات فقط، ما جعله أكثر تدميرًا. لم يقتصر تأثير الزلزال على الأراضي الميانمارية فحسب، بل امتدت ارتداداته إلى العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث اهتزت المباني العالية، ما دفع السكان إلى الهروب من منازلهم واللجوء إلى الشوارع بحثًا عن الأمان.

خسائر فادحة وانقطاع للخدمات

خلال لحظات، تسببت الهزة العنيفة في انهيار مبانٍ، وتشققات في الطرق، وانقطاع للكهرباء والاتصالات في عدة مناطق. وأشارت التقارير الأولية إلى وقوع مئات الضحايا، وسط توقعات بارتفاع العدد مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، حيث يكافح رجال الإنقاذ للوصول إلى العالقين تحت الأنقاض.

أسباب الزلزال والنشاط التكتوني

يعود سبب الزلزال إلى تحرك الصفائح التكتونية، حيث وقع على امتداد صدع ساجينج، الفاصل بين الصفيحة الهندية والصفيحة الأوراسية، وهو صدع نشط جيولوجيًا شهد العديد من الزلازل الكبرى في الماضي. وقد أدى التراكم المستمر للطاقة على مدى عقود إلى حدوث هذه الهزة العنيفة، حيث تسبب التحرك المفاجئ للصفيحة الهندية باتجاه الشمال في انطلاق موجات زلزالية امتدت لمساحات شاسعة.

تحذيرات من هزات ارتدادية ومخاطر جديدة

لم تتوقف الكارثة عند الزلزال الرئيسي، إذ بدأت المنطقة تسجل هزات ارتدادية قوية، ما زاد من خطورة الوضع، خاصة بالنسبة للمباني التي تعرضت لأضرار جسيمة. وحذر الخبراء من أن هذه الهزات قد تؤدي إلى انهيارات إضافية، مما يعقد جهود الإغاثة. وفي ظل هذا الوضع، اضطر السكان إلى قضاء ليلتهم في العراء خشية انهيار منازلهم بفعل الهزات المستمرة.

التنبؤ بالزلازل: هل كان بالإمكان تجنب الكارثة؟

فيما يتعلق بإمكانية التنبؤ بهذا الزلزال، أوضح البروفيسور بيل ماكجواير، الخبير في المخاطر الجيوفيزيائية والمناخية بجامعة لندن، أن التنبؤ الدقيق بالزلازل لا يزال أمرًا مستحيلًا علميًا، إلا أن النشاط الزلزالي في المنطقة لم يكن مفاجئًا تمامًا، حيث وقعت الهزة في جزء من الصدع لم يشهد تمزقًا منذ فترة طويلة، وهي ما يُعرف بـ”الفجوة الزلزالية”.

أما الدكتور روجر موسون، الباحث الفخري في هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، فقد أشار إلى أن المنطقة شهدت زلزالًا مشابهًا عام 1956، مؤكدًا أن ضعف المعايير الهندسية في المباني كان سببًا رئيسيًا في ارتفاع عدد الضحايا والخسائر، إذ لم تكن هذه الهياكل مجهزة لتحمل اهتزازات بهذه الشدة.

ومع استمرار عمليات الإنقاذ، يبقى الوضع في ميانمار وتايلاند حرجًا، وسط مخاوف من هزات ارتدادية أخرى قد تزيد من حجم الكارثة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

This field is required.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">html</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*This field is required.