بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس جواو لورينسو، رئيس جمهورية أنجولا الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
يسعدني أن أرحب بفخامة الرئيس جواو لورينسو في زيارته الكريمة إلى بلده الثاني، مصر، متمنيًا لفخامته والوفد المرافق إقامة طيبة وزيارة ناجحة ومثمرة. وتأتي هذه الزيارة لتؤكد على عمق العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر وأنجولا، والتي تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضي، وشكّلت أساسًا قويًا لشراكة بناءة نعتز بها. ومن الجدير بالذكر أننا سنحتفل في شهر نوفمبر القادم بمرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الرسمية بين بلدينا.
لقد عقدت مع فخامة الرئيس لورينسو جلسة مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، عكست توافقًا واضحًا في الرؤى، وإرادة سياسية مشتركة للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، بما يحقق الاستفادة المثلى من إمكانات بلدينا، ويخدم مصالح شعبينا الشقيقين. وقد اتفقنا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية والاستثمارية، مع العمل على تكثيف الجهود المشتركة لدفع العلاقات نحو مزيد من التقدم بما يواكب عمقها التاريخي.
وفي هذا الإطار، تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات متعددة، من بينها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان، والبنية التحتية، وذلك بهدف توسيع مجالات التعاون بين الجانبين.
وأكدت لفخامة الرئيس استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للأشقاء في أنجولا، لا سيما في مجالات تنمية وبناء القدرات في قطاعات متعددة تشمل: الشرطة، والدفاع، والصحة، والإعلام، والسياحة، والزراعة، ومكافحة الفساد، والطاقة المتجددة، والدبلوماسية، بالإضافة إلى دعم جهود تطوير مؤسسات الدولة.
كما ناقشنا فرص التعاون المشترك في إطار مشروع “ممر لوبيتو” الاستراتيجي، الذي يُعد أحد المحاور الواعدة للتنمية في القارة الأفريقية، وركيزة أساسية لتعزيز التعاون في قطاعات التعدين، والطاقة، والبنية التحتية، بما يعود بالنفع على دولنا وشعوبنا.
السيدات والسادة،
تطرقت مباحثاتنا كذلك إلى رؤية فخامة الرئيس لورينسو في إطار رئاسته الحالية للاتحاد الأفريقي، وتبادلنا وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الأفريقية، ومنها الأوضاع في القرن الأفريقي، والسودان، ومكافحة الإرهاب، والوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي هذا السياق، أود أن أعرب عن تقديرنا البالغ للدور المحوري الذي قام به فخامة الرئيس في الوساطة لحل أزمة شرق الكونغو.
كما ناقشنا أهمية الحفاظ على وحدة الموقف الأفريقي تجاه القضايا الدولية المختلفة، والتأكيد على ضرورة التمثيل العادل للقارة الأفريقية في المؤسسات الدولية، خاصة في إطار الجهود المبذولة لإصلاح وتوسيع مجلس الأمن الدولي. وقد اتفقنا أيضًا على أهمية التسريع في تنفيذ عملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي.
وتناولنا كذلك التطورات في قطاع غزة، والتحديات الاقتصادية العالمية، وندرة المياه، وقضايا تغير المناخ، حيث أكدت المباحثات وجود توافق تام في الرؤى بين الجانبين، مع الاتفاق على استمرار التنسيق والتشاور المشترك بين مصر وأنجولا في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
فخامة الرئيس لورينسو،
لقد أسعدني لقاءكم اليوم، وأجدد تأكيد التزام مصر بتعميق أواصر التعاون مع جمهورية أنجولا الشقيقة، بما يعود بالنفع على شعبينا ويدعم مصالح قارتنا الأفريقية.
وأرحب مجددًا بفخامتكم والوفد المرافق في بلدكم الثاني، مصر، متمنيًا لكم زيارة ناجحة ومثمرة تحقق ما نصبو إليه من تعزيز الشراكة بين بلدينا.
وشكرًا لحسن استماعكم