قدّمت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نفسها منذ انطلاقها باعتبارها حكومة “تنفيذ وإنجاز”، واضعة نُصب أعينها تحقيق تقدم نوعي في ملفات حيوية تمس حياة المواطن المصري، خصوصًا في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية صعبة.
جاءت جهود الحكومة في إطار تنفيذ رؤية مصر 2030، مركّزة على مجالات أساسية مثل البنية التحتية، التحول الرقمي، الطاقة، والإصلاح الإداري، بهدف خلق بيئة اقتصادية جاذبة للاستثمار وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.
وفي هذا السياق، أجرى الدكتور مصطفى مدبولي جولة تفقدية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، شملت منطقتي شرق وغرب بورسعيد، حيث افتتح عددًا من مشروعات التطوير بميناء غرب بورسعيد.
الاستفادة من ممر قناة السويس
وخلال تصريحاته عقب الجولة، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بمشاركة عدد من كبار المسؤولين في الجولة، من بينهم الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتور شريف فاروق، وزير التموين، والفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأكد مدبولي أن الدولة عملت خلال السنوات العشر الماضية على تحويل المخططات القديمة المتعلقة بممر قناة السويس إلى واقع ملموس، مؤكدًا أن الاستفادة من هذا الممر الحيوي لا ينبغي أن تقتصر على تحصيل رسوم مرور السفن، بل تمتد إلى تنمية المناطق المحيطة به من خلال مشروعات استراتيجية.
وشدد على أن ما نشهده اليوم هو نتيجة مباشرة لإصرار القيادة السياسية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، على تنفيذ هذه الرؤية المتكاملة التي كانت مؤجلة منذ أكثر من 30 عامًا.
تنمية متكاملة من العريش إلى السخنة
أوضح رئيس الوزراء أن التنمية لا تقتصر فقط على منطقتي شرق وغرب بورسعيد، بل تمتد شمالًا إلى ميناء العريش، وتمر بالإسماعيلية، وصولًا إلى ميناء السخنة في الجنوب. وأكد أن توجيهات الرئيس السيسي كانت واضحة بضرورة تحقيق طفرة كبيرة في الموانئ المصرية.
وأشار إلى أن العديد من الجهات ساهمت في تنفيذ هذا المشروع القومي، مثل وزارة النقل، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمنطقة الاقتصادية، وهيئة قناة السويس، مشيدًا بحجم الإنجاز الذي تحقق حتى الآن مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات.
اكتمال تطوير ميناء غرب بورسعيد خلال عامين
أعلن مدبولي أن ما تحقق حتى الآن يمثل فقط المرحلة الأولى من عملية التنمية الشاملة، وأنه من المتوقع الانتهاء من تطوير ميناء غرب بورسعيد بالكامل خلال عامين. ويُعد هذا الميناء من أقدم الموانئ المصرية، إذ يعود تاريخه إلى أكثر من 150 عامًا، ويتم حاليًا تنفيذ تحديث شامل للبنية التحتية، بما في ذلك الأرصفة ومراكز البيانات والخدمات اللوجستية من كهرباء ومياه.
كما أشار إلى مشروعات ضخمة تُقام على أرض الميناء، مثل إنشاء مجمع جديد للصوامع، وتوسعة الطاقة التخزينية إلى 100 ألف طن، بالإضافة إلى مشروعات الصب الجاف والسائل، ما يعكس توجه الدولة للاستفادة القصوى من هذا الموقع الاستراتيجي.
جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل
اختتم مدبولي تصريحاته بالتأكيد على أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الإرادة السياسية والدعم المستمر من القيادة، مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تسارعًا في تنفيذ مشروعات جديدة من القطاع الخاص، سواء المحلي أو الأجنبي، وهو ما يمثل تتويجًا حقيقيًا للجهود المبذولة في تحسين البنية التحتية.
وأضاف أن هذه الاستثمارات ستسهم في توفير فرص العمل، وتقليل الاستيراد، وزيادة الصادرات، وتقليل الفاتورة الدولارية، مما يدعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير.
وفي ختام كلمته، عبّر رئيس الوزراء عن فخره بما تحقق، مؤكدًا ثقته بأن المستقبل سيحمل المزيد من الإنجازات والافتتاحات الكبرى، مرددًا: تحيا مصر دائمًا وأبدًا.