سلس البول هو حالة مرضية يعاني فيها الشخص من فقدان القدرة على التحكم في التبول، مما يؤدي إلى تسرب البول بشكل غير إرادي. تعتبر هذه المشكلة من الأمور التي قد تؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الشخص، وقد تكون محط إحراج شديد إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. تتنوع أسباب سلس البول بين العوامل العضوية والنفسية، وقد تحتاج إلى علاج طبي أو تدخل جراحي في بعض الأحيان.
أنواع سلس البول
-
سلس البول الإجهادي (Stress Incontinence)
وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما يزداد الضغط على المثانة نتيجة للسعال، العطس، أو ممارسة الرياضة. غالبًا ما يحدث لدى النساء بعد الحمل والولادة. -
سلس البول الإلحاحي (Urge Incontinence)
يحدث عندما يكون هناك رغبة مفاجئة في التبول يصعب التحكم فيها، ويُعتبر هذا النوع شائعًا لدى كبار السن بسبب التغيرات الطبيعية في المثانة. -
سلس البول المختلط (Mixed Incontinence)
هو مزيج بين النوعين السابقين، أي يجمع بين سلس البول الإجهادي والإلحاحي في نفس الوقت. -
سلس البول الوظيفي (Functional Incontinence)
يحدث عندما تكون هناك حالة صحية أخرى تجعل من الصعب الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب، مثل ضعف الحركة أو الإعاقة.
الإحصائيات
-
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الطب النسائي، يعاني 1 من كل 4 نساء من نوع من أنواع سلس البول في مرحلة ما من حياتهن، ويزداد الاحتمال بعد الولادة أو مع التقدم في السن.
-
في الرجال، 5-15% منهم يعانون من سلس البول في مرحلة ما من حياتهم، وعادة ما يرتبط الأمر بمشاكل البروستاتا أو بعد العمليات الجراحية.
-
حوالي 30% من كبار السن في العالم يعانون من سلس البول بمختلف أنواعه، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة مع تقدم السن.
-
أظهرت دراسة أجراها مركز جونز هوبكنز الطبي أن حوالي 40% من النساء اللواتي يعانين من سلس البول لا يسعين للحصول على العلاج بسبب الشعور بالحرج والخجل.
أسباب سلس البول
-
الضعف العضلي: مع التقدم في السن، قد تضعف العضلات التي تتحكم في المثانة.
-
الحمل والولادة: قد يؤدي الحمل والولادة الطبيعية إلى ضعف العضلات التي تدعم المثانة، خاصةً في حالة الولادة المتعددة أو الولادة الكبيرة.
-
زيادة الوزن: الوزن الزائد يضغط على المثانة، مما يؤدي إلى تسريب البول بشكل غير إرادي.
-
مشاكل البروستاتا: في الرجال، قد يؤدي تضخم البروستاتا أو إجراء جراحة على البروستاتا إلى مشاكل في التحكم في البول.
-
الأمراض العصبية: مثل مرض باركنسون أو السكتات الدماغية التي تؤثر على الأعصاب المسؤولة عن التحكم في المثانة.
-
الأدوية: بعض الأدوية مثل المدرات البولية قد تزيد من حدوث سلس البول.
أعراض سلس البول
-
التبول المتكرر أو المفاجئ.
-
الشعور بالحاجة المستعجلة للتبول وعدم القدرة على التحكم فيه.
-
تسريب البول عند السعال أو العطس أو ممارسة الرياضة.
-
التبول أثناء النوم (سلس البول الليلي).
-
شعور بالحرج أو القلق عند التواجد في أماكن عامة.
تشخيص سلس البول
يتم تشخيص سلس البول عن طريق:
-
التاريخ الطبي: من خلال مناقشة الأعراض مع الطبيب.
-
الفحص السريري: فحص المنطقة الحوضية والمثانة.
-
اختبارات البول: للتأكد من عدم وجود التهابات أو مشكلات أخرى.
-
اختبار المثانة: فحص قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول.
علاج سلس البول
تعتمد طريقة العلاج على نوع السلس ومدى تأثيره على الحياة اليومية، ويمكن أن تشمل:
-
تمارين كيجل: لتقوية عضلات الحوض وزيادة السيطرة على التبول.
-
العلاج بالأدوية: مثل أدوية مضادة للتشنجات أو أدوية لتحفيز المثانة.
-
العمليات الجراحية: في بعض الحالات، مثل تركيب شريط لدعم المثانة أو جراحة لإزالة مشاكل البروستاتا.
-
العلاج السلوكي: مثل تدريب المثانة أو تعديل أنماط الحياة (مثل تقليل تناول الكافيين).
-
الأجهزة الطبية: مثل الأجهزة التي تُستخدم لدعم المثانة.
نصائح للوقاية من سلس البول
-
ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة في تقوية العضلات المسؤولة عن التحكم في المثانة.
-
شرب الماء بشكل معتدل: عدم الإفراط في شرب الماء يساعد على تقليل الضغط على المثانة.
-
التحكم في الوزن: الحفاظ على وزن صحي يقلل من الضغط على المثانة.
-
تجنب الكافيين والكحول: لأنها قد تزيد من التبول.
-
تدريب المثانة: محاولة تحديد أوقات ثابتة للتبول يساعد في تحسين التحكم في المثانة.
الخلاصة
سلس البول مشكلة صحية تؤثر على الكثير من الناس حول العالم، سواء كانوا رجالًا أو نساء. ومع أنه يمكن أن يكون محرجًا، إلا أنه يمكن علاجه بنجاح إذا تم التشخيص المبكر واتباع العلاج المناسب. ومن خلال تغيير نمط الحياة، العلاج الدوائي، وفي بعض الحالات الجراحة، يمكن تخفيف الأعراض أو حتى القضاء على المشكلة تمامًا.
إذا كنت تعاني من سلس البول أو تشك في أنك قد تكون مصابًا به، يفضل استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
د. ايمن قريطنه
استشاري المسالك البوليه والتناسليه