بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز، فخامة الرئيس العماد جوزاف عون،
رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
أبدأ كلمتي بالترحيب الحار بأخي فخامة الرئيس جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي يشرفنا بزيارة بلده الثاني “مصر”. هذه الزيارة تأتي محملة بمعاني عميقة، حيث تجسد عمق العلاقات التاريخية والمستدامة بين بلدينا، وتؤكد على الروابط القوية التي تربط الشعبين اللبناني والمصري عبر العصور، إذ لطالما كانت مصر ولبنان نموذجًا يحتذى به في الأخوة العربية الحقيقية.
السيدات والسادة،
تأتي زيارة فخامة الرئيس عون في وقت بالغ الحساسية، وفي إطار إقليمي بالغ التعقيد، لتؤكد على قوة العلاقات المصرية اللبنانية في كافة المجالات. لقد كانت مباحثاتنا اليوم فرصة هامة لتبادل الرؤى مع فخامة الرئيس حول تعزيز التعاون بين البلدين، وبخاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة.
لقد أكدنا حرصنا على دعم لبنان في جهود إعادة الإعمار، مستفيدين من الخبرات المصرية المتميزة في هذا المجال. كما جددنا موقف مصر الثابت في دعم استقرار لبنان، وحماية سيادته، ورفضنا أي انتهاك للحقوق اللبنانية، خاصة تلك التي ترتكبها إسرائيل، سواء من خلال الاعتداءات المتكررة أو احتلال الأراضي اللبنانية.
في هذا السياق، تواصل مصر جهودها المكثفة عبر قنواتها الإقليمية والدولية للضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب الكامل وغير المشروط من الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية. كما نطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم “1701” بشكل كامل ومتزامن، بما يضمن تعزيز سيادة لبنان في جنوب نهر الليطاني وتقوية دور جيشه في المنطقة.
أود أيضًا أن أجدد دعوتي للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في دعم لبنان في عملية إعادة الإعمار. وأحث جميع المنظمات الدولية والدول المانحة على المشاركة الفاعلة في هذا الجهد لضمان استعادة لبنان استقراره وعودته إلى مساره الطبيعي نحو السلام والازدهار.
السيدات والسادة،
كما تطرقت مباحثاتنا إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث شددنا على ضرورة وقف العدوان فورا، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، مع إطلاق سراح كافة الأسرى والرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لتلبية احتياجات المدنيين في القطاع.
كما أكدت مصر ولبنان على موقفهما الثابت في دعم القضية الفلسطينية، مع رفض أي محاولات لتصفية القضية أو تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وندعو المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة، دون تهجير أهلها، مع دعم السلطة الفلسطينية في العودة إلى القطاع وتعزيز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية الأخرى، ناقشنا الأوضاع في سوريا الشقيقة، حيث جددنا دعمنا الكامل للشعب السوري، وأكدنا ضرورة أن تكون العملية السياسية شاملة وغير إقصائية، مع التركيز على محاربة الإرهاب. كما أبدينا إدانة شديدة للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وطالبنا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي السورية المحتلة، احترامًا لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
أخي فخامة الرئيس،
في ختام كلمتي، أود التأكيد على أن مصر ستظل دائمًا إلى جانب لبنان الشقيق، في كل خطواته نحو الحفاظ على استقراره وسيادته، وتحقيق تطلعات شعبه الطموحة. كما نؤكد على ضرورة تعزيز علاقاتنا الثنائية في كافة المجالات، ليعود لبنان إلى دوره الريادي كمنارة للثقافة والتنوير في المشرق العربي والعالم.
لقد كان تاريخ التعاون بين مصر ولبنان حافلًا بالعلاقات الإنسانية والثقافية، حيث كان هناك تواصل وثيق بين المصريين القدماء والفينيقيين، وفي العصر الحديث كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع لبنان منذ الأربعينيات. كما شهدنا تعاونًا مشتركًا بين البلدين في مجالات الثقافة والشعر والفن.
أخي الرئيس، نحن هنا اليوم ندعمك، ونتمنى لك دوام التوفيق والنجاح في قيادة لبنان نحو مستقبل أفضل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.