تكيس المبايض (PCOS): المرض الصامت الذي يصيب ملايين النساء حول العالم

تكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS) هو أحد أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب. يتسبب هذا المرض في اضطرابات متعددة تؤثر على الدورة الشهرية، الخصوبة، الوزن، والحالة النفسية. ورغم شيوعه، فإن كثيرًا من النساء لا يتم تشخيصهن إلا بعد سنوات من المعاناة.

ما هو تكيس المبايض؟

هو حالة تحدث بسبب اضطراب في توازن الهرمونات التناسلية، مما يؤدي إلى مشاكل في الإباضة. وفي أغلب الحالات، تتكون أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل داخل المبيضين، ما يعيق الإباضة الطبيعية.

الأعراض الشائعة:

  • عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية.

  • صعوبة في الحمل.

  • زيادة الوزن أو صعوبة في فقدانه.

  • ظهور حب الشباب.

  • نمو شعر زائد في أماكن غير مرغوبة (مثل الوجه والصدر).

  • تساقط شعر الرأس (صلع نمطي).

إحصائيات حديثة:

  • تُصاب حوالي 1 من كل 10 نساء في العالم بتكيس المبايض، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

  • تشير الدراسات إلى أن ما بين 6% إلى 15% من النساء في سن الإنجاب يعانين من PCOS بدرجات متفاوتة.

  • في بعض الدول العربية، تصل نسبة الإصابة إلى 20% بسبب عوامل مثل السمنة ونمط الحياة.

  • حوالي 70% من النساء المصابات بـPCOS لا يتم تشخيصهن بشكل دقيق إلا بعد تأخر الحمل أو مشاكل هرمونية ملحوظة.

الأسباب والعوامل المؤثرة:

  • العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد من احتمالية الإصابة.

  • مقاومة الإنسولين: 70% من النساء المصابات يعانين من مقاومة الإنسولين، مما يساهم في زيادة الوزن واضطراب الهرمونات.

  • السمنة: تزيد من شدة الأعراض وتعقّد العلاج.

  • الالتهاب المنخفض المزمن: قد يؤدي إلى تحفيز إنتاج الأندروجينات التي تعيق الإباضة.

التأثير على الخصوبة:

تكيس المبايض هو أحد الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء. عدم حدوث التبويض بانتظام يؤدي إلى صعوبة في حدوث الحمل بشكل طبيعي. مع ذلك، يمكن تحقيق الحمل باستخدام أدوية محفزة للتبويض أو عبر تقنيات الإخصاب المساعد مثل الحقن المجهري.

العلاج وإدارة الحالة:

لا يوجد علاج نهائي لتكيس المبايض، لكن يمكن إدارة الأعراض من خلال:

  • تعديل نمط الحياة: فقدان الوزن بنسبة 5–10% فقط يمكن أن يحسن من الإباضة والدورة الشهرية.

  • العلاج الدوائي: مثل الميتفورمين لتحسين حساسية الجسم للإنسولين، أو أدوية تنظيم الدورة وتحفيز الإباضة.

  • تنظيم الغذاء: اعتماد نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغني بالبروتين.

  • العلاج الهرموني: عبر حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة وتقليل الأعراض الجلدية.

الخلاصة:

تكيس المبايض حالة مزمنة لكنها قابلة للإدارة. التشخيص المبكر وتغيير نمط الحياة يمكن أن يحدّ من مضاعفاتها على المدى الطويل مثل العقم، السكري، وأمراض القلب. لذلك، من الضروري نشر الوعي بين النساء حول أعراض المرض، وتشجيع الفحص الدوري خاصة لدى من لديهن تاريخ عائلي أو أعراض مقلقة.

د. محمود عطيان 

استشاري النسا والتوليد والحقن المجهري

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

This field is required.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">html</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*This field is required.