يُعد التهاب المفاصل من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، وهو لا يقتصر على كبار السن فحسب، بل يمكن أن يصيب الأشخاص في أي عمر، بما في ذلك الأطفال. يؤثر هذا المرض بشكل مباشر على المفاصل، ويؤدي إلى الألم، التورم، والتيبس، وقد يصل إلى مرحلة إعاقة الحركة إذا لم يتم علاجه أو السيطرة عليه مبكرًا.
ما هو التهاب المفاصل؟
هو التهاب يصيب مفصلًا أو أكثر من مفاصل الجسم، ويؤدي إلى تلف في الغضاريف والعظام المحيطة بالمفصل. تختلف أسبابه وأنواعه، ولكن جميعها تؤدي إلى أعراض تؤثر سلبًا على حياة المصاب.
أنواع التهاب المفاصل الشائعة:
-
التهاب المفاصل العظمي (Osteoarthritis)
-
الأكثر شيوعًا، يحدث نتيجة تآكل الغضروف الذي يغطي نهايات العظام في المفصل.
-
يظهر غالبًا مع التقدم في العمر أو نتيجة الاستخدام المفرط للمفاصل.
-
-
التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid Arthritis)
-
مرض مناعي ذاتي، يهاجم فيه جهاز المناعة المفاصل، مسبّبًا التهابًا مزمناً وتلفًا في الغشاء الزليلي.
-
-
التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis)
-
يصيب الأشخاص الذين يعانون من الصدفية الجلدية، ويؤثر على المفاصل والأوتار.
-
-
النقرس (Gout)
-
يحدث نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل، وغالبًا ما يبدأ بألم شديد في إصبع القدم الكبير.
-
الإحصائيات العالمية:
-
يعيش أكثر من 350 مليون شخص حول العالم مع نوع من أنواع التهاب المفاصل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
-
في الولايات المتحدة وحدها، هناك حوالي 54 مليون بالغ يعانون من التهاب المفاصل، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 78 مليون بحلول عام 2040.
-
التهاب المفاصل الروماتويدي يؤثر على حوالي 1% من سكان العالم.
-
النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي من الرجال بنسبة 3 إلى 1.
-
التهاب المفاصل هو السبب الرئيسي للإعاقة الجسدية لدى البالغين في العديد من الدول المتقدمة.
الأعراض العامة:
-
ألم مستمر في المفاصل.
-
تيبس خاصة في الصباح أو بعد فترات من الخمول.
-
تورم ودفء في المفصل.
-
فقدان القدرة على تحريك المفصل بحرية.
-
تشوهات في المفصل في الحالات المتقدمة.
الأسباب وعوامل الخطر:
-
العمر: خطر الإصابة يزداد مع التقدم في السن.
-
الوراثة: وجود تاريخ عائلي.
-
الجنس: النساء أكثر عرضة للأنواع المناعية.
-
السمنة: تسبب ضغطًا زائدًا على المفاصل.
-
الإصابات المتكررة: مثل إصابات الركبة أو الكتف.
-
نمط الحياة: قلة الحركة وسوء التغذية يزيدان من احتمالية الإصابة.
التشخيص:
-
الفحص السريري من قبل طبيب الروماتيزم.
-
تحاليل الدم: مثل تحليل العامل الروماتويدي (RF) وAnti-CCP.
-
الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي لتقييم تآكل المفاصل.
-
تحليل السائل الزليلي أحيانًا لتحديد نوع الالتهاب.
طرق العلاج:
-
العلاج الدوائي:
-
مسكنات الألم ومضادات الالتهاب.
-
أدوية معدلة للمناعة مثل الميثوتريكسات.
-
أدوية بيولوجية حديثة للأنواع المناعية.
-
-
العلاج الفيزيائي:
-
تحسين المرونة، القوة، وتقليل الألم.
-
-
تغيير نمط الحياة:
-
تقليل الوزن.
-
ممارسة الرياضة بانتظام.
-
التغذية المتوازنة المضادة للالتهاب.
-
-
الجراحة:
-
في الحالات المتقدمة يمكن إجراء استبدال المفصل.
-
الخاتمة:
التهاب المفاصل ليس مجرد ألم عابر، بل هو مرض مزمن يتطلب وعيًا مبكرًا، تشخيصًا دقيقًا، وعلاجًا مستمرًا. بفضل التقدم الطبي، أصبحت إدارة المرض أكثر فاعلية، ويمكن للمريض التمتع بحياة نشطة إذا التزم بالعلاج والنظام الصحي. الوقاية تبدأ من تبني نمط حياة نشيط وصحي في سن مبكرة.
د. ابراهيم فريد اللقاني
استشاري العظام