بطانة الرحم المهاجرة.. مرض صامت يصيب الملايين ويهدد الخصوبة وجودة الحياة

بطانة الرحم المهاجرة أو ما يُعرف علميًا بـ الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis)، هو أحد أكثر الأمراض النسائية المزمنة غموضًا وتأثيرًا، إذ يصيب ملايين النساء حول العالم، وغالبًا ما يتم تشخيصه في مراحل متأخرة بسبب تشابه أعراضه مع اضطرابات أخرى.

📊 إحصائيات صادمة:

  • تشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن نحو 10% من النساء في سن الإنجاب حول العالم مصابات ببطانة الرحم المهاجرة، أي ما يعادل نحو 190 مليون امرأة.

  • في مصر، تشير تقديرات غير رسمية إلى أن المرض قد يصيب واحدة من كل 8 نساء في سن الخصوبة.

  • يُعتقد أن 30-50% من النساء المصابات بالعقم يعانين من درجات متفاوتة من بطانة الرحم المهاجرة.

🔍 ما هو المرض؟

بطانة الرحم المهاجرة هي حالة تنمو فيها أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم نفسه، في مناطق مثل:

  • المبايض

  • قناتي فالوب

  • المثانة

  • الأمعاء

  • وأحيانًا في مناطق بعيدة مثل الحجاب الحاجز

تتفاعل هذه الأنسجة مع الدورة الشهرية كأنها داخل الرحم، فتتورم وتنزف شهريًا، لكنها لا تجد مخرجًا طبيعيًا، مما يسبب التهابًا مزمنًا، التصاقات، وتكوّن أكياس دموية تُعرف بـ”كيس الشوكولاتة”.

🧠 الأعراض الأكثر شيوعًا:

  • آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية

  • آلام أثناء الجماع

  • ألم مزمن في الحوض أو أسفل الظهر

  • اضطرابات في التبول أو التبرز خلال الدورة

  • تأخر أو صعوبة في الإنجاب

ورغم وضوح هذه الأعراض، إلا أن تشخيص المرض قد يستغرق في المتوسط 7 إلى 10 سنوات، حسب دراسات الجمعية الأمريكية لأمراض النساء والتوليد.

🧬 التأثير على الخصوبة:

بطانة الرحم المهاجرة تُعد أحد أهم أسباب العقم غير المفسر، إذ تؤثر على:

  • جودة البويضات

  • كفاءة التبويض

  • سلامة قنوات فالوب

  • بيئة الرحم لزرع الجنين

وقد تحتاج العديد من المريضات إلى الحقن المجهري أو عمليات المناظير لعلاج الالتصاقات وتحسين فرص الحمل.

💉 طرق العلاج:

تختلف طرق العلاج باختلاف الحالة ودرجة الانتشار، وتشمل:

  1. العلاج الدوائي الهرموني لتقليل نمو الأنسجة (مثل مثبطات الاستروجين أو حبوب منع الحمل).

  2. العلاج الجراحي بالمنظار لإزالة الأنسجة المهاجرة وتحسين الخصوبة.

  3. العلاج الداعم مثل المسكنات، التغذية، والعلاج الطبيعي.

  4. تقنيات الإخصاب المساعد مثل الحقن المجهري لحالات العقم المتقدمة.

🛑 تحديات المرض:

  • قلة الوعي بين النساء ومقدمي الرعاية الصحية.

  • تأخر التشخيص بسبب تشابه الأعراض مع أمراض أخرى مثل القولون العصبي والتهابات الحوض.

  • تكلفة العلاج المرتفعة، خاصة في مراحل العقم أو العمليات الجراحية المتكررة.

✨ كلمة أخيرة:

بطانة الرحم المهاجرة ليست مجرد “دورة مؤلمة”، بل مرض مزمن يتطلب وعيًا وتشخيصًا مبكرًا. دعم المرأة المصابة نفسيًا وطبيًا، والتوسع في التدريب والتشخيص المبكر، هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا المرض الصامت الذي يؤثر على حياة ملايين النساء.

د.ماجد عطيه 

استشاري النسا والتوليد والحقن المجهري

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

This field is required.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">html</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*This field is required.