«أنا وبناتي».. معرض فني يجمع بين الأجيال ويحتفي بالفن والروابط الأسرية
في مشهد نادر يجمع بين الإبداع والروابط الأسرية، افتتح الفنان التشكيلي جمال عبدالناصر معرضًا فنيًا مشتركًا مع ابنتيه ريم وندي، تحت عنوان «أنا وبناتي»، بجاليري «ياسين آرت» في حي الزمالك، ويستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري.
يمثل هذا المعرض تجربة فنية غنية ومتميزة، تتلاقى فيها خبرة الفنان الأب مع الحس المعاصر والرؤى المتجددة لابنتيه، ليشكلوا معًا حوارًا بصريًا نابضًا بالمشاعر الإنسانية. يضم المعرض 20 عملًا نحتيًا لجمال عبدالناصر، إلى جانب 14 لوحة تشكيلية لابنتيه، تعكس تفاعلًا بين جيلين يجمعهما الإبداع، وتوثق لحظات من الحنين، والدفء الأسري، والتطلعات المستقبلية.
ريم جمال عبدالناصر: أسلوب تعبيري وإنساني نابض بالحياة
قدّمت الفنانة ريم جمال عبدالناصر مجموعة من الأعمال التي تميزت بأسلوب تعبيري معاصر، مستخدمة خامات متنوعة مثل الألوان الزيتية، الأكريليك، الفحم، الباستيل، والورق. تناولت أعمالها موضوعات تتعلق بالمرأة المصرية، والعلاقات الإنسانية، والعائلة، متأثرة ببيئتها الفنية وتجربتها الشخصية. تؤمن ريم بحرية التعبير الفني وتعدد الرؤى داخل العمل الواحد، وهو ما ينعكس في لوحاتها التي تنبض بالتفاعل البصري والمشاعر الإنسانية.
لوحة «تزحلق السلالم»: الطفولة في أبهى فوضاها
في هذه اللوحة، تقدم ريم مشهدًا مفعمًا بالحيوية لمجموعة من الأطفال يلعبون على درج داخلي متعرج. رسمت الأطفال بألوان زاهية وخطوط حرة تعكس الحركة والفرح، واستخدمت الألوان الدافئة في ملابسهم لتبرز الطاقة الطفولية، في مقابل خلفية باردة من الأزرق والرمادي، مما أضفى توازنًا بصريًا وروحًا من البراءة والانطلاق.
لوحة «الأم البلياتشو»: الحب كقوة جاذبة
تمثل هذه اللوحة الأم كرمز محوري للأمان والحب، إذ تجلس وسط مجموعة من الأطفال الذين يتوزعون حولها في شكل دائري، أشبه بالكواكب حول الشمس. استعانت الفنانة بألوان قوية كالأحمر والبرتقالي والأخضر لملابس الأطفال، فيما جاءت الخلفية بألوان فيروزية وزرقاء توحي بالعمق والهدوء، ما يعكس مشهدًا ديناميكيًا ينبض بالدفء والتدفق الأسري.
لوحة «مركب واحد»: رمزية الحب الملكي
في مشهد شاعري، تظهر لوحة تجمع بين رجل وامرأة يرتديان تيجانًا ذهبية، يجلسان معًا على أرجوحة في لحظة تناغم ومودة. استخدمت ريم اللون الذهبي للخلفية لتضفي فخامة وسموًا على المشهد، بينما أضاف الأحمر الداكن لمسة عاطفية تعزز من دفء العلاقة بين الشخصيتين، اللتين تتوسطان اللوحة في تناغم بصري يعكس الاستقرار والتكافؤ.
مساحة للفن والإنسان
يتجاوز معرض «أنا وبناتي» كونه مجرد تجربة فنية، ليصبح مساحة إنسانية تعكس التقاء الأجيال وتبادل الرؤى، حيث تندمج الخبرة مع الحس المعاصر في أعمال تحمل طابعًا شخصيًا وإنسانيًا. إنه احتفاء بالفن كرسالة، وبالأسرة كمصدر إلهام، وبالمحبة التي تجمع بين خطوط اللون وشغف الإبداع.