علي معلول يسدل الستار على مسيرته مع الأهلي بعد تسع سنوات من التألق والتاريخ
أُسدل الستار رسميًا على مسيرة النجم التونسي علي معلول مع النادي الأهلي، بعد رحلة حافلة استمرت تسع سنوات، كتب خلالها اسمه بحروف من ذهب في سجلات الكرة المصرية والأفريقية.
خبر رحيل معلول شكّل صدمة لجماهير النادي الأهلي وعشاق الكرة المصرية، نظرًا لما يمثله من قيمة فنية وإنسانية داخل وخارج الملعب. فقد أعلن الظهير الأيسر التونسي نهاية مشواره مع القلعة الحمراء، بعد أن أصبح واحدًا من أبرز المحترفين الأجانب الذين مرّوا على تاريخ النادي، بل وكرة القدم المصرية عمومًا.
انضم علي معلول إلى الأهلي في صيف عام 2016 قادمًا من النادي الصفاقسي التونسي، في صفقة لم يكن يتوقع كثيرون أن تتحول إلى قصة نجاح استثنائية. ومنذ أول ظهور له، أثبت نفسه كلاعب لا غنى عنه بفضل مزيجه الفريد من المهارات الدفاعية والهجومية، ودقته في تنفيذ الكرات الثابتة وركلات الجزاء، التي طالما رجّحت كفة الفريق في أصعب المباريات.
خاض معلول ما يقرب من 292 مباراة مع الأهلي في مختلف البطولات، سجل خلالها 53 هدفًا وقدم 85 تمريرة حاسمة، وهي أرقام نادرة بالنسبة للاعب في مركز الظهير الأيسر، لتؤكد أنه كان أكثر من مجرد مدافع؛ بل جناحًا متقدمًا، وصانع لعب، وحاسمًا في لحظات الشدة. وبذلك، أصبح الهداف التاريخي للأهلي من المدافعين.
سجل بطولي استثنائي: 22 لقبًا خلال 9 أعوام
ارتبطت مسيرة معلول مع الأهلي بحقبة ذهبية من الإنجازات، حيث توّج بـ 22 بطولة، جاءت على النحو التالي:
-
6 ألقاب في الدوري المصري الممتاز
-
4 ألقاب في دوري أبطال أفريقيا (آخرها في موسم 2023-2024)
-
4 بطولات كأس مصر
-
5 بطولات كأس السوبر المصري
-
لقبان لكأس السوبر الأفريقي
-
3 ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية
كان معلول حاضرًا وفاعلًا في معظم هذه الإنجازات، كأحد أعمدة الجيل الذي رسّخ هيمنة الأهلي محليًا وقاريًا.
علاقة استثنائية بالجماهير
امتد تأثير معلول إلى خارج حدود المستطيل الأخضر، إذ كوّن علاقة خاصة بالجماهير، الذين رأوا فيه أكثر من مجرد لاعب أجنبي؛ بل “أحد أبناء النادي”. وقد لخص النجم التونسي هذه العلاقة في بيانه الوداعي بكلمات مؤثرة قال فيها:
“لم أكن يومًا لاعبًا محترفًا فقط، كنت عاشقًا يرتدي القميص الأحمر كما يُرتدى القلب.”
حظي بلقب “ملك الحلول” عن جدارة، لما قدمه من أداء حاسم في الأوقات الصعبة، وكان دائمًا عند مستوى الثقة في المناسبات الكبرى.
برحيل علي معلول، لا يفقد الأهلي لاعبًا فقط، بل يغادره أحد رموزه المعاصرين، بعد أن ترك إرثًا كرويًا وإنسانيًا سيظل محفورًا في ذاكرة النادي وجماهيره.