الحج.. تطهير للقلب وصفاء للنفس ودعاء مستجاب في رحاب البيت الحرام
يُعد الحج أحد أركان الإسلام الخمسة، وشعيرة عظيمة يجتمع فيها الجسد والقلب والروح في حضرة الله عز وجل، طلبًا للمغفرة والقبول. وقد بيّن النبي ﷺ فضل هذا الركن العظيم بقوله:
“من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه”
رواه البخاري.
وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية على أن مناسك الحج ليست مجرد أفعال حركية، بل هي رحلة روحانية تُحيي القلب وتصفّي النفس، ويُستحب فيها الذكر والدعاء في كل خطوة يخطوها الحاج، من خروجه من بيته وحتى أدائه للمناسك.
🕌 ما يستحب للحاج أو المعتمر من الذكر والدعاء:
1. عند الخروج من البيت
يُستحب أن يقول الحاج أو المعتمر عند خروجه:
“بِسْمِ الله، تَوَكَّلْتُ عَلَى الله، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله”.
2. في الطريق إلى البيت الحرام
يُستحب الإكثار من التلبية والذكر، كما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي ﷺ كان إذا استوى على راحلته عند مسجد ذي الحليفة يقول:
“لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”
متفق عليه.
3. عند دخول مكة المكرمة
يُستحب أن يدعو الحاج بدعاء النبي ﷺ:
“اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا، اللَّهُمَّ هَذَا حَرَمُكَ وَأَمْنُكَ، فَحَرِّمْنِي عَلَى النَّارِ، وَأَمِّنِّي مِنْ عَذَابِكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ”، وله أن يدعو بما شاء.
4. عند دخول المسجد الحرام
يُستحب أن يقول:
“بِسْمِ الله، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ الله، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ”،
ويستعيذ بالله قائلاً:
“أَعُوذُ بِاللهِ العَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ القَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ”.
5. في الميقات وعند الإهلال بالحج أو العمرة
يسن للحاج أو المعتمر أن يُكبِّر ويُسبِّح ويُهلِّل، اقتداءً برسول الله ﷺ، حيث ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
“صلَّى رسول الله ﷺ ونحن معه بالمدينة الظهر أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم ركب حتى استوت به على البيداء، فحمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة“
رواه البخاري.
🌟 الحج.. رحلة في الدنيا ومغفرة للآخرة
رحلة الحج لا تُطهر الجسد فقط من الذنوب، بل تُغذي الروح وتُنقّي النفس، وتُعيد الإنسان إلى فطرته الأولى، وتُعلِّمه الخضوع الكامل لله، والامتثال لأوامره في كل زمان ومكان.