إيران وإسرائيل.. سباق الصواريخ على حافة الاستنزاف
في ظل تصاعد التوتر العسكري بين طهران وتل أبيب، يبرز سؤال حاسم يعكس واقع الصراع:
إلى متى تستطيع إيران مواصلة الحرب؟
مع كل وابل صاروخي جديد تطلقه إيران باتجاه إسرائيل، تتقلص ترسانتها تحت وطأة ضربات جوية إسرائيلية دقيقة ومركزة، مستهدفة البنية التحتية الدفاعية والصاروخية الإيرانية، مما يضع برنامج طهران الصاروخي في مأزق حقيقي قد يضع حدًا لزخم المعركة.
📍 حرب الصواريخ تدخل مرحلة حرجة
منذ اندلاع التصعيد الأخير، تشهد المواجهة تحولًا نوعيًا، إذ تطلق إيران يوميًا ما لا يقل عن 100 صاروخ باتجاه إسرائيل، في وقت ترد فيه تل أبيب بغارات جوية مكثفة تستهدف منشآت نووية، منصات إطلاق، ومراكز قيادة عسكرية.
الوتيرة العالية للهجمات المتبادلة فتحت باب التساؤل حول القدرة الإيرانية على الصمود في معركة طويلة الأمد، خاصة في ظل خسائر متزايدة تطال ذخيرتها وقيادتها العسكرية.
🔻 نزيف في الترسانة الإيرانية
تشير تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى أن الضربات الأخيرة أسفرت عن تدمير مئات الصواريخ الباليستية، إلى جانب عشرات منصات الإطلاق. وقدّرت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن عدد الصواريخ الإيرانية انخفض من 3000 إلى نحو 2000 فقط.
إلى جانب الخسائر المادية، فقد تعرضت سلسلة القيادة العملياتية الإيرانية لشلل جزئي، بعد استهداف مباشر لكبار القادة العسكريين المسؤولين عن منظومات الصواريخ والطائرات المسيّرة والدفاعات الجوية.
👤 قادة خارج الخدمة.. ضربة للقرار العسكري
من أبرز الشخصيات التي طالتها الضربات الإسرائيلية الأخيرة:
-
الجنرال أمير علي حاجي زادة – قائد القوات الجوية بالحرس الثوري
-
محمد باقري – رئيس أركان الجيش الإيراني
-
حسين سلامي – قائد الحرس الثوري
-
رستم علي رشيد – قائد عمليات الأركان
-
علي شمخاني – مستشار المرشد الأعلى
-
إلى جانب علماء نوويين بارزين مثل فريدون عباسي ومهدي طهرانجي
هذا الغياب المفاجئ لقيادات عسكرية وعلمية مؤثرة ألقى بظلاله على قدرة إيران على تنفيذ ضربات دقيقة ومنسقة، مما تسبب في ضعف ملحوظ بأداء المنظومة الصاروخية.
🛰️ الموساد وتفوق استخباراتي حاسم
بحسب مصادر أمنية، اعتمد جهاز الموساد منذ سنوات على خطة دقيقة لتحديد مواقع تخزين الصواريخ الإيرانية، باستخدام طائرات مسيّرة صغيرة تم تهريبها بطرق تجارية معقدة عبر وسطاء مدنيين.
هذه المعلومات مكنت إسرائيل مؤخرًا من تنفيذ ضربات استباقية ناجحة، استهدفت لحظات نشر الصواريخ قبل الإطلاق، ما ساعد في إجهاض عدد كبير من الهجمات الإيرانية قبل تنفيذها.
⏱️ 2000 صاروخ.. سباق مع الزمن
إذا صحت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن إيران تمتلك حاليًا حوالي 2000 صاروخ.
ومع استمرارها في إطلاق 100 صاروخ يوميًا، فإن زمن الصراع المتبقي قد لا يتجاوز 20 يومًا فقط، ما لم تلجأ طهران إلى:
-
ترسانة غير معلنة
-
أو تحصل على دعم عسكري خارجي يعيد ملء مخزونها
لكن هذه المعادلة تبقى غير مستقرة، خاصة مع استمرار القصف الإسرائيلي لمواقع الإطلاق، وتدمير خطوط الإمداد، واستهداف القادة الميدانيين، ما يُصعّب على إيران مواصلة إدارة معركة طويلة الأمد بالزخم ذاته.
🌍 صراع محدود أم بوادر لحرب إقليمية؟
التوقعات تتباين:
-
البعض يرى أن إيران تسعى إلى توظيف ما تبقى لديها من قدرات هجومية قبل القبول بوقف إطلاق نار عبر وساطة دولية.
-
فيما يرى آخرون أن التصعيد قد يتدحرج نحو حرب أوسع نطاقًا، في حال تدخلت قوى دولية مثل روسيا أو الصين لتقديم دعم عسكري مباشر أو غير مباشر لطهران.
وفي كل الأحوال، فإن استمرار إسرائيل في استهداف البنية التحتية العسكرية الإيرانية سيُقوّض قدرة طهران على الحفاظ على وتيرة القصف الحالية.
✅ الخلاصة
إيران تواجه أزمة وقت وذخيرة وقيادة في معركة تبدو مفتوحة النهايات.
وما لم تتغير المعطيات فجأة بدعم خارجي كبير، فإن نافذة الصمود الإيراني تضيق بسرعة، وقد تكون المعركة أقصر مما يتوقع كثيرون