ترامب مصدوم.. قنابل أمريكا كانت بردا وسلاما على نووي إيران

تسريبات استخباراتية: الضربات الأمريكية لم تدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل

رغم الضربات الجوية الثقيلة التي نفذتها الولايات المتحدة على مواقع نووية إيرانية مدفونة عميقًا في باطن الأرض، كشفت تسريبات استخباراتية أمريكية أن الهجمات لم تحقق هدفها الأساسي بتدمير البنية التحتية النووية الإيرانية بشكل كامل، ما أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط العسكرية والسياسية في واشنطن.

تقييم استخباراتي: الضرر جزئي

بحسب تقرير لشبكة CNN نقلًا عن سبعة مصادر مطلعة على تقييم سري لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، فإن الضربات الأمريكية، التي استهدفت ثلاث منشآت رئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان مطلع الأسبوع، لم تؤد إلى تدمير كامل للبرنامج النووي الإيراني، وإنما أعاقت تقدمه مؤقتًا، ورجّحت التقديرات أن التأثير الزمني قد لا يتجاوز عدة أشهر.

وأوضح التقرير أن التقييم اعتمد على بيانات أولية من القيادة المركزية الأميركية، وبيّن أن بعض أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تم نقلها جزئيًا من المنشآت قبل الضربات، ما قلل من فاعلية العملية العسكرية.

البيت الأبيض يرفض الاتهامات

في رد مباشر، رفضت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، هذا التقييم ووصفته بأنه “كاذب”، مضيفة أن المعلومات “صادرة عن مصدر مجهول ومنخفض المستوى” وتهدف إلى تقويض إنجازات الرئيس دونالد ترامب و”تشويه نجاح القوات الجوية الأميركية”.

وأضافت ليفيت بثقة:

“الجميع يعلم ما يحدث عندما تُلقى 14 قنبلة تزن كل واحدة منها 30 ألف رطل على أهدافها: دمار شامل… هذا ليس محل جدال.”

ما الذي تم تدميره فعلًا؟

وفقًا لمصادر استخباراتية تحدثت لـCNN، استخدمت الولايات المتحدة في الضربات قاذفات B-2 محملة بقنابل خارقة للتحصينات، بالإضافة إلى صواريخ توماهوك أُطلقت من غواصة لضرب منشأة أصفهان العميقة.

لكن رغم الدمار الهائل للبنية التحتية فوق الأرض، فإن المنشآت تحت الأرض صمدت جزئيًا، وتمكنت إيران من نقل كميات من اليورانيوم المخصب مسبقًا إلى أماكن آمنة. ووصف أحد المصادر هذه الخسارة بأنها “تكتيكية، وليست استراتيجية“.

خلاف أمريكي إسرائيلي حول نتائج الضربة

في تقييم مختلف، نقلت “سي إن إن” عن مصادر إسرائيلية أن الهجوم المشترك الأميركي-الإسرائيلي أعاد البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لعامين على الأقل، بشرط أن لا تتمكن إيران من إعادة البناء بسهولة، وهو ما تأمل تل أبيب منعه دبلوماسيًا أو عسكريًا.

لكن المسؤولين الأميركيين أكثر تحفظًا، إذ وصف مسؤول في وزارة الدفاع الضربة بأنها “نجاح تكتيكي محدود“، مؤكدًا أن التقييم الكامل يحتاج وقتًا أطول.

بدوره، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين:

“من المبكر جدًا إصدار حكم نهائي على فعالية الضربات… البيانات لا تزال قيد التحليل.”

تصريحات متضاربة وإلغاء جلسات إحاطة

رغم تمسك الرئيس ترامب ووزير الدفاع بيت هيجسيث بأن البرنامج النووي الإيراني “تم القضاء عليه بالكامل”، ألغيت جلسات الإحاطة السرية في مجلسي الشيوخ والنواب التي كانت مخصصة لمراجعة نتائج العملية، دون إبداء أسباب واضحة.

وانتقد النائب الديمقراطي بات رايان هذا القرار قائلًا:

“ترامب ألغى الإحاطة لأنه لا يستطيع إثبات ادعاءاته.”

منشآت نووية لم تُستهدف

بحسب تقارير استخباراتية، فإن بعض المنشآت الإيرانية السرية، مثل تلك الموجودة في بارشين قرب طهران، لم تُستهدف في الضربات الأخيرة، ولا تزال نشطة. كما أشار جيفري لويس، خبير الأسلحة النووية في معهد ميدلبري، إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أضرارًا واضحة في المواقع المستهدفة، لكنها لا تشير إلى نهاية البرنامج النووي الإيراني، مضيفًا أن المنشآت تحت الأرض لا تزال صالحة لإعادة تشغيل البرنامج بسرعة.

خلاصة المشهد

تعكس هذه المعطيات وجود فجوة واضحة بين الخطاب السياسي والتقييم العسكري الاستخباراتي في الولايات المتحدة. وبينما يُصر البيت الأبيض على أن المهمة كانت ناجحة، تُظهر الوثائق المسربة وشهادات الخبراء أن البرنامج النووي الإيراني لم يُقضَ عليه بالكامل، بل تلقى ضربة محدودة الأثر الزمني، ما يفتح الباب لاحتمال استئناف الأنشطة النووية في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

This field is required.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">html</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*This field is required.