كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو

الرئيس السيسي في ذكرى ثورة 30 يونيو: ماضون في بناء الجمهورية الجديدة.. ولن يتحقق السلام إلا بقيام الدولة الفلسطينية

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة إلى الشعب المصري بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو، مؤكدًا أنها كانت لحظة فارقة في تاريخ الوطن، ومثلت ملحمة وطنية خالدة جسّد فيها الشعب إرادته الحرة، واستعاد فيها هويته ومصيره في مواجهة الفوضى والإرهاب.

وقال الرئيس: “في مثل هذا اليوم، توحدت كلمة المصريين، وارتفعت إرادتهم في وجه المؤامرات، وكسروا موجات الفوضى، وأفشلوا محاولات اختطاف الدولة، ليعيدوا مصر إلى مسارها الصحيح”.

وأضاف أن ثورة 30 يونيو كانت الانطلاقة الحقيقية نحو تأسيس الجمهورية الجديدة، مشيرًا إلى أن ما تحقق منذ عام 2013 لم يكن بالكلمات أو الشعارات، بل بالأفعال والمشروعات والجهد المتواصل. وقال: “واجهنا الإرهاب بدماء شهدائنا وبسالة أبطالنا، وتصديْنا للتحديات، ومضينا في طريق التنمية الشاملة بسواعد المصريين، وأقمنا صروحًا من الإنجازات تبعث على الأمل في غدٍ أفضل”.

رسالة سلام في زمن الحروب

وفي سياق كلمته، أبدى الرئيس السيسي أسفه لما تشهده المنطقة من نزاعات وصراعات، قائلًا: “نرى اليوم نيران الحروب تشتعل في غزة المنكوبة، وفي السودان وليبيا وسوريا واليمن والصومال، وأصوات الضحايا ترتفع من كل مكان”.

ومن منطلق المسئولية التاريخية، دعا الرئيس جميع أطراف النزاع والمجتمع الدولي إلى تغليب صوت العقل والحكمة، والعمل على إنهاء الصراعات، وتجنيب شعوب المنطقة المزيد من الدمار والخراب.

وأكد أن مصر، التي كانت دومًا داعمة للسلام، ترى أن السلام لا يمكن أن يتحقق بالقوة أو بالعدوان أو من خلال تطبيع ترفضه الشعوب، بل يقوم على أسس العدل والإنصاف، محذرًا من أن استمرار الاحتلال والعنف لا يؤديان إلا إلى دوامة لا تنتهي من الكراهية والانتقام.

وشدد الرئيس على أن “السلام، وإن بدا صعبًا، ليس مستحيلًا”، مشيرًا إلى تجربة السلام المصري-الإسرائيلي في السبعينيات، والتي تمت بوساطة أمريكية، دليلًا على إمكانية التوصل إلى حلول عادلة إذا توفرت النوايا الصادقة.

وأوضح أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

الشعب هو السند والدرع الحقيقي

ووجّه الرئيس السيسي التحية إلى الشعب المصري، مؤكدًا أنه السند الحقيقي والدرع الواقي للوطن، وقال: “قوة مصر ليست فقط في سلاحها، بل في وعي أبنائها ووحدتهم ورفضهم لدعوات الإحباط والكراهية”.

وأكد الرئيس أن الدولة تضع في أولوياتها التخفيف عن كاهل المواطنين، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المتأزمة، معربًا عن تقديره لصبر الشعب المصري وتفانيه في العمل من أجل رفعة الوطن.

تحية للجيش والشرطة وشهداء الوطن

وفي ختام كلمته، توجه الرئيس السيسي بتحية إجلال لأرواح الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداءً للوطن، قائلًا: “هؤلاء الأبطال سقطوا ليحيا الوطن مرفوع الرأس، ولكم منا كل الحب والوفاء”.

كما قدّم التحية لقواتنا المسلحة الباسلة ورجال الشرطة المدنية، مشيدًا بدورهم في حماية أمن الوطن واستقراره، إلى جانب جميع أجهزة الدولة التي تعمل ليلًا ونهارًا لخدمة الشعب المصري.

واختتم الرئيس كلمته بترديد الهتاف الوطني:
تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

This field is required.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">html</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*This field is required.