خريطة الـ Backpackers من دهب إلى سيوة.. كيف يرى الرحّالة الأجانب مصر؟

الـBackpackers في مصر.. سياحة التجربة والبساطة

لم تعد السياحة في مصر حكرًا على الفنادق الفاخرة والبرامج السياحية التقليدية، فقد ظهرت على الساحة شريحة جديدة من الزوار، يحملون حقيبة على ظهورهم، ويطوفون البلاد بوسائل المواصلات العامة، ينامون في بيوت الضيافة الصغيرة، ويتناولون وجباتهم من عربات الطعام في الشوارع. إنهم الرحّالة المعاصرون، أو ما يُعرف بالـBackpackers، الذين يبحثون عن تجربة أصيلة، لا مجرد زيارة معالم.

في هذا التقرير، نرصد كيف يرى هؤلاء الرحّالة مصر، ما الذي يجذبهم إليها، وما التحديات التي تواجههم، ولماذا أصبحت مدن مثل دهب، وسيوة، والأقصر محطات رئيسية في خرائط سفرهم حول العالم.

دهب.. جوهرة على خليج العقبة

تتصدر مدينة دهب قائمة الوجهات المفضلة للرحّالة الأجانب، بفضل موقعها الساحر على خليج العقبة، وتنوع أنشطتها بين الغوص، واليوجا، والمغامرات الصحراوية.
كتب أحد الرحّالة ويدعى برين على منصة Reddit:

«قضيت 10 أيام في دهب، ولم أكن أحتاج لأكثر من 15 دولارًا يوميًا.. الشمس، الغوص، الطعام الرائع.. وكل شيء قريب وفي متناول اليد».

سهولة الوصول، وانخفاض التكاليف، ودفء أهل المدينة، جعل من دهب ملاذًا عالميًا لكل من يسعى لتجربة فريدة وهادئة بعيدًا عن الزحام.

سيوة.. العزلة المريحة

واحة سيوة، بجمالها الهادئ وروحانيتها، تعتبر ملاذًا مميزًا لعشّاق الطبيعة والثقافة. ورغم بعدها عن المدن الكبرى، يراها الرحّالة جوهرة خفية تستحق عناء الرحلة.

البلوجر البولندية Anna Travel كتبت عن زيارتها لسيوة قائلة:

«أجمل غروب شمس رأيته في حياتي كان عند بحيرة فنطاس.. سيوة مكان روحاني، الناس ودودون، والطعام محلي ولذيذ، والنُزل البيئية تمنحك تجربة لا تُنسى».

الأقصر وأسوان.. التاريخ في متناول اليد

بعكس الانطباع السائد بأن الأقصر وأسوان وجهات فاخرة فقط، يرى الـBackpackers أنها أماكن مثالية لاكتشاف التاريخ بتكلفة معقولة.
الرحّالة الأمريكي Jonathan كتب في مدونته:

«زرت وادي الملوك بتذكرة لا تتجاوز 10 دولارات، وشعرت كأني أعيش بين الأساطير.. التنقل بالقطارات، والمراكب النيلية، والنُزل البسيطة تجعل من الجنوب المصري وجهة مثالية للمسافر المستقل».

تحديات تواجه الرحّالة

رغم إعجابهم الكبير بمصر، يواجه الرحّالة عدة تحديات، منها:

  • صعوبة التنقل الآمن والمنظم بين المدن.

  • غياب الإرشادات واللافتات بلغات أجنبية.

  • بعض المضايقات في الأسواق أو المواقع السياحية.

ومع ذلك، فإن الأغلبية يشيدون بحفاوة الاستقبال وكرم المصريين، وهو ما يُعوّض كثيرًا من هذه العقبات.

لماذا يختار الرحّالة مصر؟

مصر تملك عوامل جذب قوية للـBackpackers:

  • انخفاض التكاليف مقارنة بدول كثيرة.

  • تنوع التجارب بين الصحراء، والشواطئ، والآثار.

  • مناخ دافئ طوال العام.

  • مجتمع ودود ومنفتح.

هذه العوامل مجتمعة تجعل من مصر وجهة مغرية للباحثين عن تجربة سفر أصيلة، مليئة بالمغامرة والإنسانية.

صُنّاع محتوى وسفراء غير رسميين

الرحّالة ليسوا فقط سائحين بميزانية محدودة، بل هم صناع محتوى ينقلون تجاربهم عبر منصات التواصل للعالم كله، مما يخلق تسويقًا مجانيًا وفعّالًا لمصر.

من بين هؤلاء المؤثرين:

  • Eva Zu Beck: قضت شهرًا في دهب وسيوة.

  • Drew Binsky: زار مصر ووثّق تجربته من الأهرامات إلى النيل.

  • Lost LeBlanc: تناول جمال مصر في أكثر من فيديو على قناته.

خاتمة: فرصة ذهبية

الـBackpackers لا يبحثون عن الترف، بل عن القرب من الناس، والثقافة، والتجربة الأصيلة. ومصر، بما تمتلكه من ثراء طبيعي وثقافي، تملك كل المقومات لتكون وجهتهم المفضلة، إذا ما تم تطوير بعض الخدمات والبنية التحتية بما يلائم احتياجاتهم.

هؤلاء الرحّالة ليسوا مجرد ضيوف عابرين، بل سفراء يحملون صورة مصر إلى العالم.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

This field is required.

You may use these <abbr title="HyperText Markup Language">html</abbr> tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

*This field is required.