أكد المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بصناعة الأسمدة باعتبارها أحد الأعمدة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي ودعم خطط التوسع في الرقعة الزراعية. وأوضح أن مشروعات التطوير الجارية تهدف إلى استعادة المكانة التاريخية للشركات الوطنية في هذا القطاع، وتعزيز قدرتها التنافسية على المستويين المحلي والعالمي، بما يساهم في تلبية احتياجات السوق المحلي من الأسمدة وزيادة الصادرات وتعظيم القيمة المضافة للصناعة الوطنية.
جاءت تصريحات الوزير خلال عقده اجتماعين منفصلين لمتابعة تطورات العمل في شركتي النصر للأسمدة بالسويس، والدلتا للأسمدة بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، التابعتين للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، وذلك على هامش زيارته لشركة مصر لصناعة الكيماويات بمحافظة الإسكندرية.
وخلال اجتماعه بشركة النصر للأسمدة، استعرض الوزير الطاقات الإنتاجية الحالية لمصانع الشركة، والتي تشمل وحدات إنتاج حامض النيتريك، حامض الكبريتيك، الأمونيا، نترات النشادر، وسلفات النشادر، بالإضافة إلى أعمال الصيانة والتأهيل الجارية بهدف تعظيم الاستفادة من الأصول، ورفع كفاءة التشغيل، وزيادة الطاقة الإنتاجية.
كما تابع الوزير مشروع إعادة تأهيل ضاغط الأمونيا، والذي من المتوقع أن يسهم في مضاعفة الطاقة الإنتاجية لمصنع الأمونيا من 200 إلى 400 طن يوميًا، بما يعزز تغذية باقي مصانع الشركة بهذه المادة الحيوية.
وفي إطار الالتزام بالمعايير البيئية، تم استعراض التشغيل الفعلي لمشروع معالجة الصرف الصناعي الذي تم الانتهاء منه مؤخرًا، ويضم ثلاث وحدات رئيسية بطاقة إجمالية تتجاوز 750 مترًا مكعبًا في الساعة، ما يمثل نقلة نوعية نحو تحقيق التوافق البيئي.
كما تابع الوزير مستجدات مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء بالشراكة مع شركة “بنشمارك”، بطاقة مستهدفة تبلغ 1000 طن يوميًا، في خطوة استراتيجية نحو توطين صناعة الأسمدة المستدامة والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وفي اجتماعه الخاص بشركة الدلتا للأسمدة، تابع الوزير الموقف التنفيذي لمشروع إحياء الشركة التي توقفت عن العمل منذ أكثر من خمس سنوات، حيث تجري حاليًا أعمال عمرة شاملة لمصنعي الأمونيا واليوريا، ضمن خطة عاجلة للصيانة تشمل الأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية وتركيب أنظمة حديثة للأمان والبيئة. ويستهدف المشروع إعادة تشغيل خطوط الإنتاج بطاقة تصل إلى 1200 طن أمونيا و1725 طن يوريا يوميًا.
وأشار الوزير إلى أن هذه المشروعات تأتي ضمن استراتيجية وزارة قطاع الأعمال العام لتعظيم الاستفادة من الأصول وتعزيز الكفاءة الإنتاجية والقدرة التنافسية للشركات التابعة، مع الالتزام بتطبيق أحدث التقنيات وتحقيق أعلى مستويات الأمان والاستدامة البيئية.
حضر الاجتماعين الكيميائي سعد أبو المعاطي، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، والمحاسب عماد الدين مصطفى، العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة، والكيميائي أشرف الطحان، العضو المنتدب التنفيذي لشركة الدلتا للأسمدة، والدكتور مسعد القصبي، رئيس مجلس إدارة شركة النصر للأسمدة.
يُذكر أن شركة النصر للأسمدة، التي تأسست عام 1946، تُعد من أقدم شركات إنتاج وتسويق الأسمدة النيتروجينية، وتتمتع بإمكانات كبيرة تؤهلها لتوسيع دورها في دعم القطاع الزراعي وتعزيز الصادرات. أما شركة الدلتا للأسمدة فقد تأسست عام 1998 كفرع من شركة النصر، وتعمل في إنتاج الأسمدة الكيماوية، ومنها اليوريا، نترات النشادر، الأسمدة المركبة، الأمونيا، وحامض النيتريك.