أجرى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالًا هاتفيًا بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، في إطار استمرار التنسيق والتشاور بين القيادتين بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال تناول التأكيد على عمق ومتانة العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر والبحرين، والتي تعود جذورها إلى عقود طويلة من التعاون والدعم المتبادل بين البلدين. فقد شهدت العلاقات المصرية البحرينية محطات بارزة من التضامن، خاصة خلال فترات الأزمات الإقليمية، حيث دعمت البحرين مصر في مواقف متعددة، أبرزها عقب ثورة 30 يونيو 2013، حين أكدت المنامة تأييدها الكامل للإرادة الشعبية المصرية.
وخلال الاتصال، شدد الزعيمان على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لاسيما في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز من قدرتهما على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
كما ناقش الرئيس السيسي والملك حمد بن عيسى تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الوضع في قطاع غزة، حيث استعرض السيد الرئيس الجهود المصرية المستمرة لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل تبادل الرهائن والمحتجزين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية لتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها سكان القطاع. وأكد الرئيس السيسي على أهمية دعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة وضرورة توحيد الموقف العربي لدفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، أشاد العاهل البحريني بالدور المحوري الذي تقوم به مصر في جهود الوساطة، معربًا عن تقديره العميق للدور المصري في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. وأكد جلالة الملك أهمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة إطلاق مسار سياسي شامل يؤدي إلى تحقيق سلام دائم يعزز من استقرار المنطقة.
وفي سياق متصل، تطرق الاتصال إلى مناقشة الأوضاع في عدد من الدول العربية، منها سوريا ولبنان وليبيا والسودان، حيث أكد الزعيمان أهمية مواصلة الجهود الرامية لدعم الاستقرار والحفاظ على وحدة وسلامة هذه الدول الشقيقة، مع ضرورة تجنب تصاعد الصراعات وتعزيز الحلول السياسية السلمية.
يأتي هذا الاتصال ليعكس عمق العلاقات المصرية البحرينية التي شكلت نموذجًا في التضامن العربي والعمل المشترك على مر العقود، تأكيدًا على التزام البلدين بمواصلة التعاون الوثيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.