تلعب مصر دورًا قياديًا ومحوريًا في دعم القضية الفلسطينية، انطلاقًا من مسؤوليتها التاريخية ومكانتها الإقليمية كقوة داعمة للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. فقد ظلت مصر على مدار العقود الماضية حاملةً لواء الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
يأتي هذا الدور في سياق الجهود الدبلوماسية والسياسية التي تبذلها مصر لدعم القضية الفلسطينية، حيث كانت القاهرة دائمًا وسيطًا رئيسيًا في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، أكدت مصر أهمية الحل السلمي القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام. كما ساهمت في إبرام اتفاق القاهرة عام 2011، الذي كان خطوة محورية في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وفي مواجهة التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن مقترحات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارج الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك إلى مصر، أصدرت القاهرة موقفًا واضحًا وحازمًا. فقد نددت مصر بشدة بهذه التصريحات التي تتنافى مع القوانين الدولية والإنسانية، وأكدت رفضها القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو المساس بالحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة.
وأكدت مصر في بيان رسمي أن التهجير القسري للفلسطينيين مرفوض تمامًا، سواء من غزة أو من أي جزء آخر من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشددت على أن مثل هذه السياسات لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة. كما دعت المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم أمام هذه التصريحات التي تهدد بنسف الجهود الدولية الرامية لتحقيق سلام عادل ودائم.
إن موقف مصر الرافض لمثل هذه التصريحات ينبع من التزامها الثابت بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وتؤكد القاهرة على أن الحل العادل والدائم للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التفاوض السياسي، مع احترام حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
في هذا السياق، تواصل مصر جهودها لدعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا، من خلال فتح معبر رفح لتقديم المساعدات الإنسانية، والمشاركة الفاعلة في جهود إعادة إعمار قطاع غزة بعد الحروب المتكررة التي تعرض لها. ويظل موقف مصر ثابتًا في دعم القضية الفلسطينية حتى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
د / ياسر شحاتة